عدة مرات في 4 أشهر.. تفاصيل "اغتصاب" فتاة الموصل
مازالت تداعيات قضية فتاة الموصل التي ضجت بقصتها مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام حول تعرضها للاغتصاب من قبل عنصر من الحشد العشائري في العراق مستمرة حتى الآن.
والجديد كشفته تحقيقات السلطات، فقد نفى القضاء العراقي، السبت، صحة ما تم تداوله من معلومات تحدثت عن إطلاق سراح العنصر المتهم.
وقال مجلس القضاء في بيان نشر على موقعه الرسمي "إن بعض منصات التواصل الاجتماعي تداولت منشورات وفيديوهات تتضمن معلومات مغلوطة عن قضية لاتزال قيد النظر من قبل محكمة شعبة مكافحة الخطف التابعة لرئاسة محكمة استئناف نينوى الاتحادية".
"تضليل الرأي العام"
وأضاف: "إن ما تم تناقله من معلومات بخصوصها تم بهدف تضليل الرأي العام عبر معلومات مغلوطة، والسبب يكمن في أن المتهم تابع لجهة سياسية لديها ما يعرف بالجيوش الإلكترونية التي تحاول بدورها خلط الأوراق لتضليل الرأي العام حول تلك القضية".
ونشر البيان معلومات وتفاصيل جديدة عن أحدث ما توصلت إليه التحقيقات، موضحاً أن الطفلة تبلغ من العمر 15 عاما، وأن ذويها كانوا قد قدّموا شكوى السبت الماضي بحق "منتسب في الحشد الشعبي العشائري، واتهموه بخطف واغتصاب الفتاة بالإكراه تحت تهديد السلاح".
كما أكد البيان أن "المتهم اعترف بإقامة علاقة غير شرعية مع الفتاة عدة مرات خلال الأشهر الأربعة الماضية، أبريل، ومايو، ويونيو، ويوليو".
إلى ذلك شدّد البيان على أنه "لم يتم تبرئة المتهم أو إطلاق سراحه تحت تأثير الضغوط مثلما تداولت بعض المنصات الإلكترونية المضللة للحقائق، وأن القضية لاتزال رهن التحقيق".
"العربية.نت" تدخل خط الأزمة
يشار إلى أن "العربية.نت" كانت تواصلت بعد الحادثة مع أحد سكان الحي، حيث قال محمد حسين، إن المغتصبين هم أولاد شقيقة معاون المحافظ لشؤون التخطيط رعد العباسي، وهو زوج النائب بسمة بسيم، وهما يحيى رائد رمضان، وعثمان رفعت رمضان، وهما تابعان لمجموعة الحشد العشائري في الفوج 76 التابع للنائبة بسيم، وقد تم القبض عليهما بالفعل، إلا أن التحقيقات أثبتت براءة أحدهما وتم إطلاق سراحه وأبقت على الآخر في السجن.
النائبة في بيان أول طالبت بالتحقيق
وبعد تداول المعلومات الأسبوع الماضي، أكدت النائبة في البرلمان العراقي عن محافظة نينوى بسمة بسيم، الاثنين الماضي، أنها علمت باتهام اغتصاب قد وجه لعنصرين تابعين لـ"الحشد العشائري".
وقالت في بيان صحافي بعدما تناقلت صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي خبر الجريمة: "إن االمراهقين اللذين تم إلقاء القبض عليهما هما من عناصر الحشد العشائري الذي شكلناه قبل سنة تقريبا وقوامه 37 عنصرا من أبناء مدينة الموصل، كما أن عملية اعتقالهما كانت من داخل منزلهما حيث كانا يتمتعان بإجازة اعتيادية وقت الاعتقال".
وأضافت: "أما في ما يخص القضية فهي قيد التحقيق وكلنا ثقة بالقضاء العراقي أن يظهر الحق وينصفه ويهزم الباطل، ونحن بصفتنا الإنسانية والرسمية نرفض هكذا تصرفات إن أثبت القضاء وقوعها"، بحسب البيان الذي صدر عن النائبة الأسبوع الماضي قبل بيان القضاء الرسمي.
تصرف فردي
كما اعتبرت النائبة أن الجريمة ما هي إلا تصرّف فردي لا مسؤولية لها عنه، وقالت في البيان: "نحن لسنا مسؤولين عن تصرفات أي إنسان، فهل يعقل إن كان المتهمون ينتمون لمؤسسة علمية أو ثقافية أو دينية أن نتهم رئيس المؤسسة؟ أو العشيرة كاملة؟ أو نحمل أقرباء المتهمين الذنب؟".
كما أكملت في بيانها متهمة جهات مفلسة في نينوى بتمويل صفحات واستخدام مراهقين لتأجيج الرأي العام، بحسب تعبيرها.
النائبة تكشف تفاصيل في بيان ثانٍ
إلا أن عضو تجمع البرلمانيات العراقيات النائبة بسمة بسيم التي شكلت قوة "الحشد العشائري"، عادت وأصدرت بياناً آخر حول المعلومات التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي عن الدعوى التي رفعتها الفتاة ضد المغتصبين، أيضاً قبل أيام.
وأكدت أنها في الوقت الذي تؤيّد فيه الإجراءات القانونية والقضائية في البلاد، ترفض اختلاق الأكاذيب أو إضافة اتهامات غير موجودة أصلا في كلام المدعية، بحسب تعبيرها.
وكشفت النائبة أن أحد الموقوفين واسمه عثمان رفعت رمضان لم يكن طرفا في الموضوع ولم تقدم شكوى ضده، كما أن اعتقاله جاء بسبب تواجده بنفس المنزل مع المتهم الآخر، مؤكدة أنه تم إطلاق سراحه وتبرئته من قبل قاضي التحقيق.
كما نوّهت بأن التحقيقات الأولية أثبتت أنه لم يحدث اختطاف للفتاة مطلقاً، كما لم يحدث اغتصاب، ولم يستخدم السلاح، طالبة ممن يريد معرفة الحقيقة أن يتوجه للجهات المختصة لمعرفة مجريات التحقيق من مصادر موثوقة، بحسب تعبيرها.
وأوضحت النائبة في بيانها الثاني، أن الفتاة تعيش مع والديها وليست يتيمة كما روّج البعض، وأن التحقيق جارٍ لمعرفة ملابسات القضية.
كذلك حذّرت من مغبة نشر معلومات خاطئة عن الموضوع وما قد ينجم عنها من إساءة لسمعة الفتاة وأهلها وأسرتها، مناشدة أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية.
تنديد حقوقي
في السياق أيضاً، استنكر تجمع البرلمانيات العراقيات، الاثنين الماضي، تداعيات الحادثة، حيث دانت رئيسة التجمع النائب آلاء طالباني كل جرائم الاغتصاب، معربة عن ثقتها بالقضاء العراقي.
وأعلنت المسؤولة أن تجمع البرلمانيات قرر تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة تفاصيل الجريمة.
جريمة أخرى!
من جانبها، قالت الناشطة المدنية نورا القيسي لـ"العربية.نت"، إن حادثة الاغتصاب لو أثبتت فعلاً، ما هي إلا جريمة أخرى تهز الرأي العام العراقي، مشددة على ضرورة محاسبة المذنبين كي يكونوا عبرة لغيرهم.
وأضافت القيسي أن الاغتصاب جريمة بشعة مرفوضة في كل المجتمعات، مطالبة بأن يأخذ القانون مجراه لأنه لا أحد فوقه.
يشار إلى أن حادثة فتاة الموصل هذه ليست الأولى في المدينة التي كانت سجلت خلال الأشهر الماضية عدة جرائم أخرى بحق أطفال أيضاً.